للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخبر تواتر وآحاد]

فالتواتر لغة (١): تتابع شيئين (٢) فأكثر بمهلة، ومنه: (ثم أرسلنا رسلنا تَتْرى). (٣)

واصطلاحاً: خبر جماعة مفيد للعلم بنفسه.

وقيل: "بنفسه" ليخرج ما أفاده بغيره كخيرٍ عُلِمَ صدقه بقرينة عادة أو غيرها.

والعقلاء: أن التواتر يفيد العلم، لعلمهم (٤) ببلاد نائية وأمم ماضية وأنبياء وخلفاء وملوك بمجرد الإِخبار كعلمهم بالمُحَسَّات.

وحكي عن قوم -قيل (٥): هم البراهمة (٦) (٧)، وهم لا يجوزون على


(١) انظر: الصحاح/ ٨٤٣، ولسان العرب ٧/ ١٣٧.
(٢) نهاية ٦٤ أمن (ب).
(٣) سورة المؤمنون: آية ٤٤.
(٤) في (ح): كعلمهم.
(٥) انظر: العدة/ ٨٤١.
(٦) البراهمة: فرقة ضالة ظهرت في الهند، تنسب إِلى رجل يقال له: (برهم) أو (برهام)، كان يقول بنفي النبوات وأن وقوعها أمر مستحيل في حكم العقل؛ لأن الرسول إِما أن يأتي بأمر معقول أو بأمر غير معقول، فإِن كان الأول فقد كفانا فيه العقل، فلا حاجة لنا إِلى الرسول، وإن كان الثاني فلا يمكن قبوله؛ لأن قبوله خروج عن حد الإِنسانية ودخول في حريم البهيمية. وقد انقسموا إِلى فرق. انظر: الملل والنحل ٣/ ٣٤٢.
(٧) نهاية ٤٩ ب من (ظ).