كان لا يعرف الملل ولا الكسل، ويقضي أوقاته في سبيل العلم والعبادة.
وأما استحضاره لكتب الحديث، والشروح، والفقه فحدِّث ولا حرج.
كانت كتب الأحاديث؛ خصوصًا "صحيح البخاري" والكتب الستة، بجميع طُرُقِها وألفاظها المختلفة على طرف لسانه، وهكذا حال الشروح الحديثية والكتب الفقهية، وهذا جربناه كثيرًا.
فلما كان في آخر حياته ضعف بصره، وكان يعتمد علينا في إملاء تأليفاته، فكان يأمرنا ببحث حديث أو مسألةٍ في كتاب ما، فإذا لم نجد المسألة في الكتاب كان يقول:(هات الكتاب الفلاني وافتح باب كذا، واقرأ من صفحة كذا) فنجد المسألة، أو الحديث.
وهكذا كانت حاله في عِبَادة ربه، وفي قراءة القرآن والذكر حتى جاء أمر ربه، فلبَّاه بعد العصر من يوم الإثنين من شهر شعبان سنة (١٤٠٢ هـ)، وصُلِّي عليه بعد العشاء، ودفن بالبقيع بجوار أهل البيت، رحمه الله تعالى رحمة واسعة ولو أطلنا الكلام لاحتجنا إلى مجلد كبير، ولكن لا يسع هذا المختصر إلَّا هذا.
والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله وسلم على حبيبه دائمًا وسرمدًا.