فحفظ القرآن الكريم، ثم الكتب الدينية الابتدائية على أساتذة الفن في ذلك الوقت، ثم لما انتقل والده إلى (جامعة مظاهر علوم) بسهارنفور أكمل دراسة الحديث على أبيه، وعلى شيخه الإمام خليل أحمد السهارنفوري؛ صاحب "بذل المجهود في شرح سنن أبي داود" في عشرين مجلدًا.
وبعد التخرج بدأ التدريس في نفس الجامعة، فدرَّس فيها من سنة (١٣٣٥ هـ) إلى (١٣٨٨ هـ) مختلف الكتب بإتقانٍ وإمعان.
ومن كتب الحديث خصوصًا كان له اشتغالٌ بالتدريس بـ"سنن أبي داود"، و"صحيح البخاري" أكثر من غيرهما، فدرَّس "سنن أبي داود" من أوله إلى آخره ثلاثين مرة تقريبًا، و"صحيح البخاري" أكثر من ثلاثين مرةً بشرحٍ مُفصّل.
وَألّفَ تآليف كثيرة بالعربية والأوردية، أكثر من ستين تأليفًا، بعضها في خمسة عشر مجلدًا.
ورزقت تأليفاته قبولًا حسنًا، وانتشرت في العالم، فطبع بعضها أكثر من عشر مراتٍ، بل بعضها بلغت طبعاته أكثر من خمسين مرةً، وترجمت بعض كتبه إلى أكثر من عشرين لغةً، وقد ألقى الله محبته في جميع الطوائف المختلفة.
وبالجملة: كان هو رجالًا في رجل واحد.
وليس على الله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالَمَ في واحد
وكانت أوقاته منظمة؛ لكلّ عملٍ وقتٌ محدَّد لا يجاوزهُ إلى غيره، وكان لا ينام في الليل والنهار ثلاث ساعات، بل لا يدع أحدًا من خدمه ومرافقيه أن يناموا في الليل والنهار؛ ولو في أوقات متفرقة أكثر من ثلاث ساعات، وكان يغضب على من يرى من مرافقيه ينام كثيرًا، ويقول لهم:(هذه الدنيا دار عمل؛ فاعملوا هنا، وبعد الموت ننام) وكثيرًا ما كان يتمثل بقول الشاعر:
بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العُلا سهر الليالي
وهذا كان حاله منذ كان عمره عشرين سنة، إلى أن تُوفّي.