مُمِيلات مَائِلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
قال النووي في "رياض الصالحين": أي: يُكْبِرنَ رؤوسهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوهما. انتهى
وقد فصلنا الكلام في هذه المسألة في رسالةٍ مستقلة سميناها: "أجوبة الخمس عن الأسئلة الخمس".
ومنها: "يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم أسياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه" رواه أحمد، والحاكم وصححه، عن أبي أمامة - رضي الله عنه -.
ومنها: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حج النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، ثم أخذ بحلقة باب الكعبة، فقال: "يا أيها الناس؛ ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ "، فقام إليه سلمان فقال: أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله. قال: "من أشراط الساعة: إضاعة الصلاة، والميل مع الهوى، وتعظيم رب المال".
فقال سلمان: ويكون هذا يا رسول الله؟ !
قال: "نعم، والذي نَفْسُ مُحمدٍ بيده، فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مَغرمًا، والفيءُ مَغنمًا، ويصدَّق الكاذب، ويكذَّب الصادق، ويُؤتمن الخائن، ويُخوَّن الأمين، ويتكلم الرُّوَيبضة".
قالوا: وما الرُّوَيبضة؟
قال: "يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم، وينكر الحق تسعة أعشارهم، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلَّا اسمه، ويذهب القرآن فلا يبقى إلَّا رسمه، وتُحلى المصاحف بالذهب، ويتسمن ذكور أمتي، وتكون المشورة للإِماء، ويَخطبُ على المنابر الصبيان، وتكون المخاطبة للنساء. فعند ذلك تُزخرف المساجد كما تُزخرف الكنائس والبِيعُ، وتطول المنابر، وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة، وألسن مختلفة، وأهواء جمة".