للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتُصلّي ركعتين بجنبه، وتنادي: يا أمير صندوق أبي القاسم القشيري؛ سلم إليَّ الصندوق وأنا عيسى ابن مريم وقد قتلت الدجال.

فيذهب عيسى عليه السلام إلى جيحون، ويُصلّي ركعتين، ويقول مثل ما أمره جبريل، فينشق الماء ويخرج الصندوق، ويأخذه ويفتح ويجد فيه ختمة وألف كتاب، فيحيي الشرع بذلك الكتاب.

ثم سأل عيسى عليه السلام جبريل: بم نال أبو القاسم هذه المرتبة؟ فقال: برضاء والدته.

نُقل من كتاب "أَنيس الجلساء" اهـ

قال الشيخ علي: "ولا يخفى أن هذا -مع ركاكته ولحنه- كلام بعض الملحدين الساعين في إفساد الدين إذ حاصله أن الخَضر الذي قال تعالى في حقه: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦٥)}، وقد تعلم منه موسى عليه السلام فيكون من جملة تلاميذ أبي حنيفة، ثم عيسى عليه السلام وهو من أُولي العزم يأخذ أحكام الإسلام من تلميذ تلميذ أبي حنيفة، وما أسرع فهم هذا التلميذ حيث أخذ عن الخَضِر في ثلاث سنين ما تعلمه الخضر من أبي حنيفة حيًا وميتًا في ثلاثين سنة! ! وأعجب منه أن أبا القاسم القشيري ليس معدودًا في طبقات الحنفية! ! ثم العجب من الخَضِر أنه أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتعلم منه شرائع الإسلام، ولا من علماء الصحابة الكرام؛ كعلي - رضي الله عنه - باب مدينة العلم وأقضى الصحابة، وزيد أفرضهم، وأُبَيّ أقرئهم، ومعاذ بن جبل أعلمهم بالحلال والحرام. ولا من عظماء التابعين؛ كالفقهاء السبعة، وسعيد بن المسيب بالمدينة، وعطاء بمكة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام، وقد رضي بجهله بالشريعة حتى تعلم مسائلها في أواخر عُمر أبي حنيفة! !

قال: فهذا مما لا يخفى بُطلانه حتى على ذوي العقول السخيفة، حتى أن علماء المذاهب أخذوا هذه المقالة على وجه السخرية، وجعلوها دليلًا على قلة عقل الطائفة الحنفية، حيث لم يعلموا أن أحدًا منهم لم يرض بهذه القضية بالكلية.

ثم لو تعرضت لما في نقوله من الخطأ في مبانيه ومعانيه الدالة على نقصان معقوله

<<  <   >  >>