وإن لم يكن في كتبه يلزم أن يكون عيسى عليه السلام لم يعمل بما في مذهب أبي حنيفة.
ومنها: مَفاسِدُ كثيرة لا تنحصر، ولا تسعها هذه الأوراق، تظهر لمن تتبع الأحاديث المارة في هذا الكتاب.
ثم إن مثل هؤلاء الجهلة لفرط تعصبهم وعنادهم ليس مطمح نظرهم إلا تفضيل أبي حنيفة - رضي الله عنه -، ولو بما لا أصل له، ولو بما يؤدي إلى الكفر، وليس عندهم عِلْمٌ بفضائله الجمة التي أُلفت فيها الكتب، فيرضون بالأكاذيب والافتراءات التي لا يرضاها الله ورسوله ولا أبو حنيفة - رضي الله عنه - نفسه، ولو سمعها أبو حنيفة - رضي الله عنه - لأفتى بكفر قائلها.
وفي فضائل أبي حنيفة - رضي الله عنه - المقررة المحررة كفايةٌ لمحبيه، ولا يحتاج في إثبات فضله إلى الأقوال الكاذبة المُفتراة المُؤدية إلى تنقيص الأنبياء.
ومن العجائب أنه وقع للقهستاني مع فضله وجلالته شيءٌ من ذلك، فقال في شرح خطبة "النقاية" أن عيسى عليه السلام إذا نزل عمل بمذهب أبي حنيفة، كما ذكره في "الفصول الستة"، وليت شعري ما "الفصول الستة"، وما الدليل على هذا القول، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فعليك باتباع السُّنَّة الغراء؛ فإنها حِرزٌ وحِصنٌ من الأهواء والآراء، وَجُنّة من سهام الشيطان المريد لعنه الله. وإياك والاغترار بأمثال هذه الترهات الباطلة، ودع التعصب؛ فإنه بابٌ عظيمٌ من أبواب الشيطان الرجيم.
اللَّهم؛ إنا نعوذ بك من شر الشيطان ونفثه ونفخه، ونسألك التوفيق لما تحب وترضى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين آمين.