الأمانة ورفعها، ولا شك أن حذيفة - رضي الله عنه - رأى اختلال الأمانة بعد هذه الفتنة، ولذا قال: أما اليوم فلم أكن أبايع إلَّا فلانًا وفلانًا.
والرابع: بأحاديث ظهور الكذب؛ كما في قوله عليه الصلاة والسلام:"أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذي يلونهم، ثم يفشو الكذب" ... إلخ.
وأخرج مسلم قال:"جاء بُشَير بن كعب إلى ابن عباس رضي الله عنهما فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا بن عباس؛ مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ ! أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تسمع.
فقال ابن عباس: إنّا كنا مرة إذا سمعنا رجلًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلَّا ما نعرف".
ولا شك أن أول زمان ابن عباس كان زمان أمانة، وبعد الفتنة كان زمان ركب الصعب والذلول.
والخامس: تعمقهم في تجويد ألفاظ القرآن، وذهولهم عن معانيه، كما وردت الروايات بهذا المعنى.
السادس: تعمقهم في تأويل متشابهات القرآن، وقد ورد النهي عنه.
والسابع: تعمقهم في الصور الفرضية الفقهية، وقد تحاشا عنه السلف.
والثامن: ظهور الأسئلة في الإلهيات.
والتاسع: ظهور الروايات عن بني إسرائيل، وأهل الكتاب.
والعاشر: ظهور الأوراد والوظائف تقربًا إلى الله تعالى.
والحادي عشر: جرأتهم على الوعظ والفتوى ويتحاشا عنه السلف.
والثاني عشر: وقوع القتال بين المسلمين؛ قال عليه الصلاة والسلام:"إن بين يدي الساعة لهرجًا" ... الحديث، وما في معناه.