"مأخذ ما نذكره في كتابنا هذا من الأحاديث غالبًا كتب الحافظين الإمامين: الحافظ ابن حجر العسقلاني، والحافظ جلال الدين السيوطي؛ كشرح البخاري؛ المسمى: "فتح الباري" للأول.
وكتب الإمام الشريف نور الدين علي السمهودي، وكتب المحقق علي المتقي، وقليلًا كتب غيرهم". إلى آخر ما قال.
وأما كونه أحسنَ ترتيبًا وجمعًا فقد أقرَّ به غيره، وقاله المؤلف بنفسه:
(فانقسمت الأمارات إلى ثلاثة أقسام:
قسمٌ ظهر وانقضى؛ وهي الأمارات البعيدة.
وقسمٌ ظهر ولم ينقض، بل لا يزال يتزايد ويتكامل، حتى إذا بلغ الغاية ظهر.
والقسم الثالث: وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة، وإنها تتتابع كنظام خرزٍ انقطع سلكها.
فلنذكر كُلّ قسم في باب على حدته.
وهذا تَرتيبٌ لم أره لغيري، ولعله أقرب إلى الضبط، وأنفع للعوام إن شاء الله تعالى.
وأما كونه ألطف توفيقًا فأقول الكلمة المعروفة:"من لم يذق لم يدر"؛ فإنه من يطالع كتابه يُدهَش.
طالع مثلًا روايات مُلْك المهدي عليه السلام المتعارضة، وجمع المؤلف بينها تر العجب. ومثله في الكتاب كثير، وكثير.
وأما كونه أصح تطبيقًا للحديث على الواقعة فهذا فنٌ صعبٌ يحتاج إلى نظرٍ دقيق، وبصيرةٍ نافذة، ولا يجترئُ عليه كلُّ من هبَّ ودبّ؛ فإنه يحتاج إلى أن يكون حافظًا لِطُرُقِ الحديث وألفاظه المختلفة، وفوق ذلك الاستحضار الدقيق لها، ثم إلى معرفة