للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مشاقة له، قال الفخر الرازي: "وإنما قلنا إن ترك متابعته - صلى الله عليه وسلم - مشاقة له، لأن المشاقة عبارة عن كون أحدهما في شق، وكون الآخر في شق آخر، فإذا فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعلًا وتركه غيره، كان ذلك الغير في شق آخر من الرسول، فكان مشاقًا له" (١).

ثانيًا: الأحاديث التي وردت بالأمر باتباع سنته - صلى الله عليه وسلم -، فإن السنة هي الطريقة، وهي تشمل القول والفعل فمن ذلك:

(١) ما ورد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي" (٢).

(٢) ما ورد من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة، وَجِلَت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله: كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (٣).


(١) المصدر السابق (٢/ ٢٣).
(٢) رواه الحاكم في المستدرك (١/ ١٦١ / ٣١٩) كتاب العلم [المستدرك على الصحيحين، للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الحرمين، الطبعة الأولى (١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م)]، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٥٦٦ / ٢٩٣٧).
(٣) رواه أبو داود (٤/ ٢٠٠ / ٤٦٠٧) كتاب السنة، باب في لزوم السنة [سنن أبي داود، =