للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويلاحظ على كل تلك الأقوال أنها لم تستند إلى توقيف أو نص يدل على أي منها، وقد أشار إلى ذلك بعض أهل العلم.

قال أبو شامة: "ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب! " (١).

قال ابن تيمية: "لم يقم دليل معلوم على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به" (٢).

حاصل القول: لم يصح حديث في تحديد وقت الإسراء والمعراج.

ثانيًا: هل ورد فضل لليلة السابع والعشرين من رجب بخصوصها:

قال ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ. رويناه عنه بإسناد صحيح وكذلك رويناه عن غيره" (٣).

وقد ساق ابن حجر ما ورد من الأحاديث التي تدل على فضل معين ليوم أو ليلة في رجب وحكم عليها كلها بالضعف أو الوضع.

ثالثًا: المراد بالاحتفال:

المراد بالاحتفال تخصيص ذلك اليوم وتلك الليلة ببعض العبادات كصيام النهار وقيام الليل، واعتقاد أن لتلك الليلة فضيلة عن سائر الليالي، وغير


(١) الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص ٧١).
(٢) نقله عنه تلميذه ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٥٧).
(٣) تبيين العجب (ص ١١).