للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[* من النقولات السابقة يتبين ما يلي]

أولًا: أن الترك عند أهل اللغة يحمل معنيين:

الأول: عدم الفعل غفلة عنه، وهو ما يطلق عليه: الترك العدمي المحض، ومن هذا المعنى أطلق على الروضة التي يغفل عن رعيها تريكة، وعلى البيضة بعد أن يخرج منها الفرخ تريكة، وهذا المعنى موجود أيضًا في استعمال الترك بمعنى الإسقاط.

الثاني: عدم الفعل إعراضًا عنه، وهو ما يطلق عليه الكف أو الإعراض، وهذا المعنى ظاهر في المعاجم: فودع، ورفض، وطرح، وخلى تحمل معنى الإعراض عن الفعل.

ثانيًا: كلا المعنيين السابقين يقتضيان أن الفعل المتروك مقدور على فعله، فلا يقال عن إنسان أنه ترك أمرًا ما إذا كان لا يقدر عليه.

[جمع "الترك" على "تروك"]

" تَرْك" على وزن "فَعْل" فهو ثلاثي صحيح ساكن العين مفتوح الفاء غير معتل العين بالواو، فيجمع جمع تكسير على "فعول" (١).

وعلى ذلك فـ "تروك" جمع مطرد على القاعدة.

ومع ذلك لم أعثر في المعاجم التي اطلعت عليها (٢) على من نص على أن


= ٢٠٠٠ م)، دار الحديث - القاهرة.
(١) النحو الوافي (٤/ ٦٥٠) عباس حسن، الطبعة الثالثة عشرة، دار المعارف.
(٢) تاج العروس من جواهر القاموس (٧/ ١١٤)، لسان العرب (١/ ٦٠٦)، تهذيب اللغة =