للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبحث الثاني: البدعة والمصلحة المرسلة وعلاقتهما بالترك]

تبين في المبحث السابق أن الترك العدمي منه ما يدل على المنع ومنه ما يدل على الإباحة، فهل فعل المكلف لما هو ممنوع منه في جانب العبادات يكون ذلك بدعة أم لا؟ وهل المأذون فيه هو ما عبر عنه أهل الأصول بأنه مصلحة مرسلة؟ وإن كان الأمر كذلك فما هي العلاقة بينهما؟

هذا ما أحاول بيانه في هذا المبحث عبر مطلبين هما:

المطلب الأول: التعريف بالبدعة وعلاقتها بالترك.

المطلب الثاني: التعريف بالمصالح المرسلة وعلاقتها بالترك.

[المطلب الأول: التعريف بالبدعة وعلاقتها بالترك]

[المسألة الأولى: المراد بالبدعة في اللغة]

أصل البدعة من مادة بَدَعَ.

فـ "الباء والدال والعين أصلان أحدهما ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر: الانقطاع والكلال.

فالأول قولهم أبدعت الشيء قولًا أو فعلًا إذا ابتدأته لا عن سابقة مثال، والله بديع السماوات والأرض.

والعرب تقول: ابتدع فلان الركن إذا استنبطه" (١).


(١) معجم مقاييس اللغة (١/ ٢٠٩).