للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا انتظم الاحتفال بليلة المولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، ورأس السنة الهجرية" (١).

وهذا ما يؤيده الباحث ويختاره (٢).

المطلب السابع: الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب الأذان جهرًا:

ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" (٣).

ذهب الفقهاء إلى استحباب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب الأذان عملًا


(١) لا تخفى فتوى كثير من المشايخ بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والشيخ الألباني. والغرض من ذكر كلام الغزالي هو كونه معتبرًا عند أصحاب الاتجاه القائلين بجواز الاحتفال بالمولد.
ويلاحظ أن ما هو معلوم من الأمور المشروعة في ليلة القدر من القيام والدعاء ليست داخلة في الاحتفالات البدعية التي يتكلم عنها الغزالي.
(٢) ويلاحظ هنا أنه يجب التفريق بين الاحتفال بالمولد النبوي، وبين ما يقع في ذلك الاحتفال، فقد يقوم المحتفل ببعض أنواع من الطاعات فيثاب عليها، وببعض أنواع من المعاصي فيأثم عليها، وهذا بخلاف محض قصد الاحتفال.
(٣) رواه مسلم (١/ ٢٨٨ - ٢٨٩/ ٣٨٤) كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -.