[المطلب الثالث: التعريف المختار في هذه الدراسة ووجهه]
المراد بترك النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الدراسة:
عدم فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان مقدورًا له كونًا.
وعلى هذا التعريف يدخل في تركه - صلى الله عليه وسلم - ما يلي:
[(١) سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم -]
سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك منه للقول، وقد أفرد له الأصوليون مبحثًا خاصًا، وهو أحكام سكوته - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ذلك يشمل ما سكت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بيانه لانتظار الوحي، ويشمل كذلك سكوته عن الإنكار الذي بحثه الأصوليون تحت مبحث الإقرار، ومعلوم أن القول نوع من الأفعال خاص باللسان، لكنه لا يدخل عند الأصوليين تحت باب الأفعال، بل استعمل في مقابله، وذلك بسبب أن القول هو الأصل في التشريع، وأنه أقوى دلالة من الفعل، فالفعل عندهم قسيم القول.
[(٢) إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم -]
بحث الأصوليون مبحث الإقرار تحت أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو ترك الإفكار من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الترك قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل، وعليه فإن تخصيص الإقرار بأنه ترك الاعتراض بالقول أمر غير وجيه، فالوجه الجامع بين ترك القول وترك الفعل هو الكف، ولذا فإن مبحث الإقرار داخل في مبحث الترك لأنه في الحقيقة نوع من الكف.