[المبحث الثاني: طريق معرفة ترك النبي - صلى الله عليه وسلم -]
[المطلب الأول: المراد من طريق معرفة الترك]
المراد من طريق معرفة الترك: بيان سبل الوصول إلى معرفة ما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف بنقل الصحابة له، فإن أحد طرق معرفة الترك أن ينقل الصحابة تركه - صلى الله عليه وسلم -.
ولكن لما كان ما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - غير محصور بحد ولا عدد، فإن هناك طريقًا آخر لمعرفة ذلك المتروك وهو عدم نقل أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل.
وبذلك يكون سبيل معرفة ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد أمرين:
الأول: أن ينقل الصحابي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك.
الثاني: أن لا ينقل الصحابي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل فعلًا ما.
وقد ذكر ابن القيم هذين الطريقين تحت فصل بعنوان "نقل الصحابة ما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - "(١)، فذكر نوعين:
أحدهما: تصريحهم بأنه ترك كذا وكذا ولم يفعله.
الثاني: عدم نقلهم ما لو فعله لتوفرت الهمم والدواعي على نقله فحيث لم ينقله واحد منهم علم أن ذلك لم يكن.
(١) إعلام الموقعين عن رب العالمين (٤/ ٢٦٤): ابن القيم الجوزية (ت/ ٧٥١ هـ)، تحقيق: مشهور بن حسن آل سليمان، ط. الأولى (١٤٢٧ هـ)، دار ابن الجوزي - السعودية.