مصلحة مرسلة، وبعض المسائل التي تكون من وسائل العبادات، مع التنبيه إلى أنه بحث في هذا المبحث مسألة صلاة التراويح أكثر من ثماني ركعات مع أنها ليست من قبيل الترك العدمي كما سيظهر فيما بعد، وذلك لأن طرفي النزاع في هذه المسألة يعدونها من قبيل الترك العدمي.
[المطلب الأول: صلاة التراويح أكثر من ثماني ركعات]
عن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتنام قبل أن توتر؟ فقال:"يا عائشة إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي"(١).
وقد ذهب الشيخ الألباني ووافقه بعض المعاصرين إلى حرمة الزيادة على إحدى عشرة ركعة عملًا بهذا الحديث، وذهب الشيخ الغماري إلى جواز الزيادة بناء على أن الأصل الإباحة ولم يرد نهي عن الزيادة.
وقبل مناقشة تلك الأقوال أورد أولًا: ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، وثانيًا: أقوال الفقهاء في ذلك.
(١) رواه البخاري (٣/ ٤٠ / ١١٤٧) كتاب التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، ومسلم (١/ ٥٠٩ / ٧٣٨) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم بالليل.