وهل الدلالة هي الفهم الذي يحصل للسامع أم الذي يطلقه المتكلم؟
رجح الزركشي أن الدلالة هي الفهم الذي يحصل للسامع، أما ما يقوله المتكلم مما يفهم فهو دلالة بالقوة، فهناك إذن دلالة بالقوة، ودلالة بالفعل:
فالدلالة بالقوة: قصد المتكلم إفهام السامع.
والدلالة بالفعل: إفادة اللفظ عند السامع المعنى الذي قصده المتكلم.
[المطلب الثالث: المراد بدلالة الترك]
المراد من: دلالة الترك: الأحكام الشرعية المستفادة من الترك لذاته.
وقيل: لذاته؛ احترازًا ما لو تناول المسألة دليل آخر، فإن النظر في دلالة الترك إنما يكون بفرض عدم الدليل الآخر.
وعلى هذا جرى الأصوليون في قواعدهم، فهم عندما يقولون مثلًا: الأمر يفيد الوجوب إنما يقصدون لذاته، فكون أمر لا يفيد الوجوب لا لذاته، وإنما لاجتماع دليل آخر في المسألة، والجمع بين الدليلين يقتضي صرف الأمر عن معنى الوجوب.
فالمراد بذاته: بفرض خلو المسألة عن أمر آخر.
فقد يوجد السبب ولا يوجد المسبب، لا لأمر خاص بالسبب، بل لوجود أمر آخر كعدم استيفاء الشروط أو لوجود مانع.
وعلى ذلك:
فالمراد الدلالة الأصولية المستفادة من الترك بفرض خلو المسألة عن أدلة أخرى.