للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتجه على هذا المفهوم (١).

تكلم الدكتور الأشقر في رسالته (أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -) عن الترك باعتباره أحد أقسام الفعل، ومع أنه قد بين أن الترك من النبي - صلى الله عليه وسلم - على نوعين: "العدمي" و "الوجودي"، إلا أنه لم يتناول النوع الأول لأنه غير داخل في دراسته، وذلك لأنه ليس بفعل، فهو خارج عن نطاق بحثه.

أما الترك الوجودي: وهو الكف الذي له تعلق بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد عرفه بـ: "أن يقع الشيء، ويوجد المقتضي للفعل أو القول، فيترك النبي الفعل والقول، ويمتنع عنهما" (٢).

ثم بين أن هذا القسم يشمل ترك الفعل، وترك القول الذي هو السكوت، والسكوت يشمل ترك الإنكار الذي تناوله الأصوليون بالدراسة تحت باب الإقرار وإن كان قد أفرده بفصل مستقل متابعة للأصوليين في صنيعهم.

أما الشيخ الغماري فقد عرف الترك بقوله: "أن يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، [لم يفعله] (٣)، أو يتركه السلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنهي عن ذلك الشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته" (٤).


(١) علمت أن للدكتور محمد العروسي عبد القادر كتابًا عن أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، تكلم فيه عن الترك، ولم أصل إلى نسخة منه بعد طول بحث، ولم أجد على شبكة الإنترنت سوى فهرسًا للكتاب، ولذا فلم أتمكن من الاطلاع على تعريفه لترك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودلالتها على الأحكام: محمد سليمان الأشقر: ورسالة الدكتوراه من الجامعة الأزهرية، مؤسسة الرسالة، ط. السادسة (١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م) (٢/ ٤٧).
(٣) هكذا في تعريفه، ولعل الأصوب أن يقول: "فلا يفعله".
(٤) حسن التفهم والدرك لمسألة الترك: أبو الفضل عبد الله محمد الصديق الغماري، مطبوعة =