للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حجر: "ترك السجود فيها في هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقًا؛ لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه كان بلا وضوء، أو لكون الوقت كان وقت كراهة، أو لكون القارئ كان لم يسجد ... ، أو ترك حينئذ لبيان الجواز وهذا أرجح الاحتمالات، وبه جزم الشافعي لأنه لو كان واجبًا لأمره بالسجود، ولو بعد ذلك" (١).

قال الخطيب البغدادي (٢): "ليس في هذين الحديثين تضاد، ولا أحدهما ناسخ للآخر، وفيهما دليل على أن سجود التلاوة ليس بحتم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في النجم تارة، وترك السجود فيها تارة أخرى، والمستحب أن لا يترك، وهذا اختلاف من جهة المباح" (٣).

* * *


(١) فتح الباري (٢/ ٦٤٥ / ٦٤٦).
(٢) هو: أحمد بن علي بن ثابت، أبو بكر الشهير بالخطيب البغدادي، ولد سنة ٣٩٢ هـ، أحد مشاهير الحفاظ والمؤرخين، كان حنبلي المذهب ثم أصبح شافعيًا، سُمي الخطيب لأنه كان يخطب بدرب ريحان، تفقه على أبي الطيب الطبري وغيره من أصحاب الشيخ أبي حامد الإسفرايني، من تصانيفه: "تاريخ بغداد"، و "الكفاية في علم الرواية"، و "الفوائد المنتخبة"، توفي في بغداد سنة ٤٦٣ هـ.
[سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٩٠)، طبقات الشافعية لابن السبكي (٤/ ٢٩)، البداية والنهاية (١٦/ ٢٧)، شذرات الذهب (٥/ ٢٦٢)].
(٣) الفقيه والمتفقه (١/ ٥٣٩) لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: عادل بن يوسف عزازي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، جمادى الأولى (١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م).