كتاب التروك النبوية - تأصيلا وتطبيقا

المطلب الأول: التعريف بالبدعة وعلاقتها بالترك - المسألة الثانية: المراد بالبدعة في الشرع - ج: 1 - ص: 380

الاتجاه الثاني: يمثله العز بن عبد السلام (١) ومن وافقه.

ولابد من بيان معنى البدعة عند كل اتجاه، ثم بيان نوع هذا الخلاف هل هو لفظي أم حقيقي، ثم بيان الاتجاه المُختار.

الاتجاه الأول في تعريف البدعة:

بوب الشاطبي - في كتابه الاعتصام (٢) - لتعريف البدعة بابًا كاملًا، وقد عرف فيه البدعة بتعريفين:

الأول: عبارة عن طريقةٍ في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.

الثاني: البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.

فالشاطبي يشترط في البدعة أن يقصد بها التقرب إلى الله سبحانه - سواء بالتعريف الأول أو الثاني - وهي بذلك لا تكون إلا مذمومة.

وهذا الذي ذهب إليه الشاطبي ذهب إليه جماعة من أهل العلم قبله وبعده، فمن ذلك:

---

(١) هو: شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي الدمشقي الشافعي، ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، برع في العربية والأصول وبلغ رتبة الإجتهاد، قال الذهبي: انتهى إليه معرفة المذهب مع الذكاء المفرط والعبادة والنسك والقول بالحق المر، توفي سنة ٦٦٠ هـ. اهـ.
[سير أعلام النبلاء (١٧/ ٣٢)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/ ١٣٧ / ٤١٢)].
(٢) الاعتصام (ص ٢٧).