للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصدى لاختصار المؤلفات الفقهية أبو محمد بن عبد الحكم المصري (١) في مختصره الذي نحا به اختصار كتب أشهب، وتتابع الاختصار بعد ذلك. وفي القرن السابع الهجري عرفت المختصرات انتنشارا لفت الانتباه.

ونظرا لضعف الهمم، وتعذر تتبع أمهات المذهب الكبيرة مثل: المدونة لسحنون (ت ٢٤٠ هـ) والواضحة لعبد الملك بن حبيب (ت ٢٣٨ هـ) والعتبية للعتبي محمد بن أحمد بن عبد العزيز (تـ ٢٥٥ هـ) والموازية لمحمد بن المواز (ت ٢٦٩ هـ) والمبسوط للقاضي إسماعيل (ت ٢٨٢ هـ)، وغيرها من المؤلفات الكبيرة الأخرى مثل: النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني (ت ٣٨٦ هـ)، قام العلماء بتسهيل التعامل مع هذه المؤلفات، بالاختصار والإيجاز؛ لما كانت تحتاجه من مزيد وقت وجهد. ويقال إن من أوائل المختصرين لبعض هذه المؤلفات فضل بن سلمة الجهني الأندلسي (ت ٣١٩ هـ) الذي اختصر المدونة والواضحة والموازية وغيرها، ثم جاء بعده محمد بن عبد الله بن عيشون الطليطلي (ت ٣٤١ هـ) ليختصر المدونة، ثم جاء بعدهما محمد بن عبد اللك (ت ٣٤٦ هـ) ليختصرها أيضا، ثم تتابع على اختصارها كل من العلماء التالية أسماؤهم:

ابن أبي زيد القيرواني (ت ٣٨٦ هـ) وأبو عبد الله محمد بن أبي زمنين (ت ٣٩٩ هـ) وأبو القاسم اللبيدي (ت ٤٤٠ هـ) ثم جاء البرادعي ليختصر بكتابه "التهذيب" مختصر ابن أبي زيد القيرواني، ليأتي دور عالِم المختصرات: أبو عمر عثمان بن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) (٢) الذي حوى في مختصره خمسة وستين ألف مسألة، استخرجها من ستين كتابا من أمهات ومختصرات كتب المذهب (٣).

ثم جاء مختصر الشيخ خليل هذا الذي جمع: "ما في كتب المذهب من الفروع، واستقصاء المسائل، وهو أمر صعب التحقيق … وقيل إنه جمع فيه على صغر حجمه مائتي ألف مسألة: مائة ألف


(١) المدارك ج ٣ ص ٣٦٥.
(٢) المباحث ص ٨٨.
(٣) ابن غازي، شفاء الغليل في حل مقفل خليل، مقدمة المحقق، ج ١، ص.١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>