للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الرحلة إلى الحجاز فقد قال ابن خلدون: "وأما مذهب مالك - رحمه الله تعالى - فاختص بأهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم، إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، كما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهي منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق، وشيخهم يومئذ وإمامهم مالك بن أنس، وشيوخه من قبله، وتلاميذه من بعده، فرجع إليه أهل المغرب والأندلس. وقلدوه دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته" (١).

٢ - مكانة الإمام مالك - رضي الله عنه - وثناء الناس عليه وتمسكه بالكتاب، والسنة؛ فقد كان الثقة المأمون العدل الورع الثبت الحجة، وكان الإمام الذي لا يدانى في الحديث والفقه فكان مذهبه الأجدر بأن يتبع؛ لأرجحية أصوله، وصحة قواعده، كما شهد له بذلك كثير من أهل العلم.

٣ - اعتدادد بفقه الوقائع، والأخذ بأعراف الناس وعاداتهم فكان فقهه فقها عمليا، رأى فيه أهل المغرب مبتغاهم.

٤ - دعوة بعض الحكام إلى التمسك به، كما فعل الخليفة الأندلسي،: هشام بن عبد الرحمن إذ حمل الناس على اتباع هذا المذهب في الفتوى، والقضاء. كما أصدر الحكم المنتصر أمرا يلزم الأندلسيين العمل به وحده (٢).

ثالثا - "مختصر الشيخ خليل، ومكانته في الفضاء المغربي الشنقيطي:

إن الاختصار الذي هو "إيجاز اللفظ مع استيفاء المعني" (٣) بدأ يظهر للعيان في أوائل القرن الثالث الهجري؛ حيث بدأت المختصرات الفقهية في المذهب تأخذ طريقها إلى الانتشار، ولعل أول من


(١) ابن خلدون، المقدمة، ص ٤٥.
(٢) أحمد باب التينبكتي، نيل الابتهاج، ص ١٩١.
(٣) تهذيب الأسماء واللغات.

<<  <  ج: ص:  >  >>