للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ محمد بن محمد سالم يجلس للتدريس مبكرا، مرتبا الإقراء بادئا بعلم الكلام (التوحيد) ثم بالفقه، ثم باقي العلوم الأخرى؛ وكانت هذه المنهجية متبعة في محاضر أبنائه الأربعة، وأبنائهم … وكان، رحمه الله تعالى، يجمع بين التدريس، والتأليف وترتيب شؤون مجموعته ولمكانة هذه المحضرة كان بعض العلماء ينتقل إليها لإكمال دراساته المتخصصة.

[أ - بعض أقوال العلماء عنه]

لقد أشاد العلماء، والأدباء، والمستشرقون بهذا الشيخ وبما حباه الله به، من علم وورع وخلق، وتتعدد أوجه التعبير عن ذلك من خلال المؤلفات المتعددة والمحضرة المشهود لها بالامتياز، والتدريس المرتكز على غزارة العلم، والاستخدام الذكي لملكة التعبير، والاختيار الموفق لطريقة الإلقاء، وكان ذلك مدعوما بتسخير الغوص في بحر المدارك؛ لاستخراج مخبآت نفائس المعارف، ذلك ما كثر التنويه به شعرا ونثرا، من أهل الفضل والعلم، الذين يدركون قيمة التزكية ويقدرونها حق قدرها، ومن ذلك على سبيل المثال:

أ - شهادة العلامة الشيخ سيدي الكبير له بأنه: أعلم أهل القطر الشنقيطي؛ وذلك عندما أوفد إليه الشيخ محمد ابنه أحمد ليتابع عليه الدراسة؛ فكان الشيخ سيديا لا يسأله عن شيء إلا وجده خبيرا به، فقال له:

"ارجع إلى والدك فلن تجد أنفع لك منه ولا أعلم في هذا القطر الشنقيطي" (١).

٢ - وكان العلامة: محمذن فال بن متالي، وهو من هو، يأمر بعض طلابه البارزين بالتوجه إلى محضرة الشيخ محمد بن محمد سالم للتوسع في دراسة مختصر الشيخ خليل عليه (٢)، ومعلوم أن محضرة العلامة الشيخ محمد فال بن متالي كانت وجهة الطلبة الوافدين من كل حدب وصوب، لدراسة مختلف العلوم الشرعية، واللغوية.


(١) بحث التخرج ص ٢٨.
(٢) بحث التخرج ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>