للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شنقيط مثل: محظرتي وَادَانْ، وتِيشِيتْ اللتين تأسستا نحو سنة ٥٣٦ هـ، ومحضرة شنقيط التي تأسست نحو سنة ٦٦٠ هـ. وتتابع ظهور المحاضر والمدارس في المدن والقرى والبوادي الشنقيطية.

[ب: - ملامح بيئته السياسية]

بعد حلول قبائل المعقل في ق ٧ هـ وأفول نجم دولة المرابطين استطاعت قبائل من بني حسان ومن صنهاجة أيضا أن تقيم قيادات قبلية في الفضاء الشنقيطي تطورت مع مرور الزمن حتى غدت منذ القرن الحادي عشر الهجري مشيخات وإمارات ذات شأن كبير تحاول غالبا بسط الأمن وتوفير نصيب من العدالة في الأراضي التي تبسط عليها نفوذها، ولكن ظلت الصراعات والحروب تهدد وجود هذه الإمارات وتقلق سكانها (من الحوض الشرقي إلى تيرس) في مستقراتهم وأثناء تنقلاتهم.

وكان تنقل أحياء البدو بحثا عن الماء والكلإ ممارسة يومية تعيشها محضرة الشيخ وحيه. واستطاع هذا الحي أن يُكَيِّفَ معها حياة علمية فريدة، مليئة بالتضحية والإيثار، مفعمةً بالود والحيوية، وظل المجال الذي يجوبه الشيخ ومحضرته وطلابها فضاء عريضا يشمل منطقة تيرس (١) التي ولد


(١) يذكر العلامة القاضي محمد الأمين بن بلاهي (حفيد المؤلف) بعض معالم تيرس في قصيدته الرائعة التالية:
تلافيت نفسي أن تفوت بلا مهل … وهل ذا التلافي يحرس النفس من وهل
وكيف تلافيها بعيد متالف … يجر عنيها الشوق إن يظهر الطلل
فما أنا والسلوان في غير موطن … وتيرس ذي أعلامها الثم لم تزل
فقد لاح "زوك" كالقطار وصنوه … وذلك "إيج" حذوه "هضبة الوعل"
فقد هيجت "إيج" مدامع مقلتي … فإيج هيوج للمدامع في المقل
وفي ذي مجن "الدوكج" الفرد منزل … به آنفا حتي المشايخ قد نزل
توحته مأوى سادة سلف لنا … مضوا بسلام والدنا أبدا دول
فكم ألفوا علما تفرق قبلهم … وكم حصلوا ما لم يكن قبلهم حصل

<<  <  ج: ص:  >  >>