للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاسعا - مكانته العلمية وأقوال العلماء عنه]

لقد كانت لمحمد بن محمد سالم المكانة المرموقة علما، وورعا وتواضعا، تنبئ مؤلفاته عن معرفته الواسعة، وإدراكه العميق لمختلف المجالات الشرعية واللغوية.

كما تؤكد ذلك محضرته الذائعة الصيت، التي أسسها ولما يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره سنة ١٢٣٠ هـ (١) بعد عودته من الدراسة، فغدت هذد المحضرة وجهة لطلاب العلم من مختلف نواحي البلاد، ومن مختلف الفئات والأعمار؛ وتجاوز عدد طلابها في بعض الفترات الألف (٢).

وقد ذكر بعض الباحثين أن قبيلة واحدة من القبائل الموريتانية بلغ عدد طلابها الذين يدرسون بهذه المحضرة مائة وخمسين طالبا، بينما بلغ عدد طلاب مجموعة أخرى مائة وعشرين، في حين بلغت الثالثة مائة وخمسة (٣).

وقد وجد مختصر الشيخ خليل مكتملا من بدايته إلى نهايته بهذه المحضرة في ألواح الطلبة وفي وقت واحد. أما الفنون الأخرى التي كانت تدرس بها فلعل خير من يتحدث عنها العلامة الأديب الشريف سيدي أحمد بن الصبار حيث يقول من قصيدة طويلة:

بهمُ ليالي الأصبحية أصبحت … وعويص أصل الدين فُكً حِجَابُهُ

بهمُ كتاب الله أتقن حفظه … تأويله، تجويده، إعرابُهُ

علم القواعد والأصول قد أحكما … عَلم البيان بهم أذل صعابُهُ

وكذا التصوف والحديث وقد أضا … علم النهى إشكاله، إعرابه

والسيرة الغراء أكمل علمها … غزواته وبحوثه، أنسابه …


(١) مقدمة كتاب "الريان" ص /ي.
(٢) بحث التخرج ص ٢٧.
(٣) إبراهيم وافي، الدراسات القرآنية بالمغرب (في: ق ١٤ هـ) ط ١ جامعة ابن زهر، أكادير، ١٩٩٩، المملكة المغربية، ص. ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>