للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أناخ راحلته بين المغرب والعشاء بمحضرة العلامة الشيخ حامد بن أعمر البارتيلي (١) بموضع يسمى "الكلَيْتَاتْ" إلى الشمال الشرقي من مدينة أَكجوجت، وأول ما درس عليه نظما يجمع مسائل تجب في العمر مرة، منها البسملة والحمدلة والهيللة والاستغفار والتسبيح والتكبير والتعوذ …

ثم كان الدرس الثاني هو: "أَقفَافُ" الشهادات الثمانية من مختصر الشيخ خليل والقفُّ هو مثل الثمن في القرآن الكريم ثم: "فصل الخيار" منه في الدرس الثالث، وتابع عليه الدراسة لفترات غير متوالية، ولم تتعدّ في مجملها نحو السنة، أكمل فيها مختصر الشيخ خليل. وقد قال هو عن دراسته هذه إنه "لم تزل بينه وبين مختصر الشيخ خليل ظلمة حتى درسه على شيخه حامد بن أعمر فكان.

شيخه في الفقه، كما أخذ عن العلامة أحمد بابُ الصديقي مسائل في الفقه أيضا. وقد أورده في سلسلة سنده التي سنتعرض لها قريبا.

وما من شك في أنه كان متبحرا في علوم أخرى كثيرة، ومؤلفاته الزاخرة بمختلف المعارف الشرعية، واللغوية خير شاهد على ذلك، غير أننا لم نقف له فيها على شيخ، إلا ما قيل من أنه مكث ليالي ثلاث بمحضرة العلامة أحمد محمود بن آبيه (٢).

ولعل كثرة المطالعة، والاتصال بالعلماء، ومذاكرتهم كانت من أسباب سعة علم الشيخ محمد بن محمد سالم، وكثرة اطلاعه، ووسع باعه، ولم تثن محمد بن محمد سالم صروف الدهر، ودواهيه عن متابعة الدراسة في محضرة شيخه العلامة حامد بن أعمر، فقد عانى الكثير من الصعاب؛ فكان يصل الليل بالنهار في طلب العلم، مبالغا في خدمة الشيخ.

وقد أصيبت إبل شيخه بداء "الجرب" وهو مرض يصيب الإبل، فكان يجمع لبن نبتة اليتوع - وهو من وسائل علاج هذا الداء - في يوم، ليباشر عملية الطلاء في اليوم الآخر، واستمر هكذا إلى أن برئت إبل شيخه من الجرب، ومع ذلك ظل يواظب على جمع الحطب يوميا لإيقاد النار، لكي يتمكن من


(١) العلامة دب سالم بن حبيب الله بن محمد بن محمد سالم، منبر المكارم في مآثر آل محمد سالم، مخطوط.
(٢) بحث التخرج، ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>