للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تندب في ابتدائه وهل يكملها بأن يقول بسم الله الرحمن الرحيم يجري فيه الخلاف الجاري في الوضوء وقد تقدم قريبا فراجعه إن شئت وأكل يعني أن الأكل تشرع التسمية في ابتدائه أي تسن فيه وهذا هو الراجح، وقيل إنها مستحبة في الأكل، وعلى أنها سنة في الأكل فالراجح أنها سنة عين، وقيل إنها سنة كفاية. قاله الشيخ إبراهيم.

وشرب يعني أن التسمية تشرع في ابتداء الشرب أي تسن فيه، وهي فيه سنة عين قطعا. قاله الشيخ إبراهيم. وندب الجهر بها ليذكر الغافل ويعلم الجاهل: وإن كان المأكول أو المشروب غير لبن زاد على التسمية: (اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا خيرا منه، وإن كان لبنا قال: وزدنا منه، فإن نسي التسمية في أوله قال في أثنائه، بسم الله في أوله وآخره (١)). رواه أبو داوود والترمذي وابن حبان. فإن لم يتذكر حتى فرغ قرأ سورة الإخلاص فإن الشيطان يتقايأ ما أكله، وصرح في المقدمات بأن الحمد عند الفراغ من الأكل سنة، وذكر بعض شراح الرسالة أنه مستحب: وينبغي أن يكون سرا ليلا يخجل الحاضرين. وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول عند فراغه من الأكل: (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه (٢))، قاله الشيخ إبراهيم، (وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في الشاة المسمومة التي أهدتها إليه اليهودية أن اذكروا اسم الله عليه وكلوا فأكلوا فلم يصب أحدا منهم شيء (٣)). رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين. وإن أكل مع مجنون أو ذي عاهة فقال: (بسم الله ثقة بالله وتوكلا لم يضره (٤)) رواه أبو داوود والترمذي، وإذا أكل طعاما فليقل: (اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه، فإن كان لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه (٥) وفي الحديث: فإذا فرغ من الأكل والشرب قال: (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مَكْفِىٍ ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا (٦) وفيه: الحمد لله الذي كفانا وآوانا


(١) أبو داود الحديث. ٣٧٦٧. والترمذي، الحديث: ١٨٥٨. وابن حبان، الحديث: ٥١٩١. وانظر سنن أبى داود، الحديث: ٣٧٣٠. والترمذي، الحديث: ٣٤٥٥.
(٢) سنن ابن ماجه، كتاب الأطعمة، رقم الحديث: ٣٢٨٣. ولفظ الحديث ورد في: صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم الحديث: ٦٠٠. وانظر البخاري، كتاب الأطعمة، الحديث: ٥٤٥٨.
(٣) الحاكم في المستدرك، ج ٤ ص ١٠٩.
(٤) أبو داود في سننه، كتاب الطب، رقم الحديث: ٣٩٢٥.
(٥) أبو داود، كتاب الأشربة، رقم الحديث: ٣٧٣٠.
(٦) البخاري، رقم الحديث: ٥٤٥٨.