فإنه روى أبو داود هذا الحديث بلفظ:(قَاءَ فَأَفْطَرَ)، وبهذا اللفظِ ذكره الترمذيُّ في كتاب الصيام ... وأورده الشيخُ ولي الدين محمد بن عبد الله في (المشكاة) بلفظ: (قَاءَ فَأَفْطَرَ) ... وأورده الحافظُ في (التلخيص) بهذا اللفظ ... ورواه الطحاويُّ بهذا اللفظ في (شرح الآثار).
فمَن يرومُ الاستدلالُ بحديثِ البابِ على أن القيءَ ناقضٌ للوضوءِ- لا بدَّ له من أن يُثبتَ أن لفظَ (تَوَضَّأَ) بعد لفظ (قَاءَ) محفوظ.
فما لم يَثبتْ هذان الأمران لا يتم الاستدلال" (تحفة الأحوذي ١/ ٢٤٣).
وَأَقرَّهُ الشيخُ أحمد شاكر -رغم إثباته هذه اللفظة في أصلِ المتنِ- فقال: "ونحن نوافقه على أنه غير محفوظ في اللفظِ، ولكنه على كلِّ حالٍ ثابتٌ في المعنى؛ لأن قولَ ثوبانَ تصديقًا لأبي الدرداء:((صَدَقَ، أَنَا صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ)) دليلٌ على أن الوضوءَ مذكورٌ في أصلِ الحديثِ وإن اختُصرَ في الروايةِ؛ لأن ثوبانَ يؤكِّد الرواية بأنه هو الذي صَبَّ له الوضوء بعد القيء" (حاشيته على الجامع ١/ ١٤٥، ١٤٦).
قلنا: ويؤيدُ ذلك رواية معمرٍ للحديثِ بلفظ: ((اسْتَقَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَفْطَرَ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ))، ولكنها روايةٌ شاذَّةٌ (١).
على أنه قد جاءَ متنُ الحديثِ بلفظ:((قَاءَ فَتَوَضَّأَ)) في روايةِ ابنِ الجوزيِّ له في (التحقيق ١٩٤) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بإسنادِهِ كما سيأتي، وكذا عزاه لأحمدَ غيرُ واحدٍ. والذي في (المسندِ) وعامة المصادر من هذا الطريق وغيره- إنما هو بلفظ: ((قَاءَ