ولكن مسند زيد هذا لا يَثبت؛ فهو من رواية الكذَّابين والمتروكين والمجاهيل:
فقد رواه عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد النَّخَعي الكوفي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي قال: حدثني نصر بن مزاحم المِنْقَري العطار قال: حدثني إبراهيم بن الزِّبْرِقان التيمي قال: حدثني أبو خالد الواسطي قال: حدثني زيد بن علي بن الحسين، ... به.
وهذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه أربعُ عِللٍ:
العلةُ الأُولى: أبو خالدٍ الواسطيُّ، وهو عمرو بن خالد، كذَّابٌ وَضَّاعٌ تالفٌ، رماه بالكذبِ ووضعِ الحديثِ: وكيعٌ، وأحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، وإسحاقُ، وأبو زرعةَ، وأبو داود ... وغيرُهُم. انظر:(تهذيب التهذيب ٨/ ٢٦ - ٢٧). وقال ابنُ عَدِيٍّ:"عامة ما يرويه موضوعات"(الكامل ٥/ ١٢٦). ولذا قال الذهبيُّ:"كذَّبُوه"(الكاشف ٤١٥٠). وقال الحافظُ:"متروك، ورماه وكيعٌ بالكذبِ"(التقريب ٥٠٢١).
العلةُ الثانيةُ: نصر بن مزاحم المنقري العطار؛ قال أبو خيثمة:"كان كذَّابًا"، وقال أبو حاتم:"واهي الحديث، متروك"، وقال العُقيليُّ:"شيعيٌّ، في حديثِهِ اضطرابٌ وخطأ كثير"، وقال العجليُّ:"كان رافضيًّا غاليًا ... ليس بثقة، ولا مأمون"، وذَكَر له ابنُ عَدِيٍّ أحاديث وقال:"هذه، وغيرها من أحاديثه، عامتها غير محفوظة"، وقال الدارقطنيُّ:"ضعيف"، وقال الخليليُّ:"ضَعَّفَهُ الحفَّاظُ جدًّا"، ولذا قال الذهبيُّ:"تركوه"، انظر (لسان الميزان ٨/ ٢٦٧).
العلةُ الثالثةُ: سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي؛ لم نقفْ له على ترجمةٍ.