للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"اتقِ اللهَ، ذاكَ زَفَّان، يجتمعُ بالليلِ مع هؤلاءِ المغبرين، يُزَفِّن ويرقصُ معهم"، قال أبو زُرْعَةَ: "فَضَرَبْتُ على ما كتبتُ عنه" (سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي ٤٩٣)، وقال ابنُ أبي حَاتمٍ: "أدركْنَاهُ ولم نكتبْ عنه" (الجرح والتعديل ٢/ ٥٢٠)، وقال عبدانُ الأهوازيُّ الحافظُ: "كان كذَّابًا فاسقًا فاجرًا"، وقال: "سمعتُ ابنَ معاذٍ يحكي عن آخرَ، عنِ امرأةٍ زعمتْ أن جَميلًا تعرَّضَ لها وراودها، فقالتْ له: اتقِ اللهَ. فقال: إنه ليأتي علينا الساعة يحلُّ لنا فيها كلُّ شيءٍ، أو كما قال"، قال عبدانُ: "وكان عندنا بالأَهْوازِ ثلاثينَ سنة لم نَكتُبْ عنه" (الكامل لابن عدي ٣/ ١٥٨).

وشَذَّ ابنُ حِبانَ فَذَكَرَهُ في (الثقات ٨/ ١٦٤)، وقال: "يُغْرِبُ".

وقال ابنُ عَدِيٍّ: "وجميلُ بنُ الحسنِ لم أسمعْ أحدًا يَتَكَلَّمُ فيه غير عبدان، وهو كثيرُ الروايةِ، وعنده كتبَ سعيدُ بنُ أبي عَرُوبةَ، وعنده عن أبي همامٍ الأهوازيِّ غرائب، وعن غيرِهِما، ولا أعلمُ له حديثًا مُنْكَرًا، وأرجو أنه لا بأسَ به. إلَّا عبدان؛ نَسَبَهُ إلى الفسقِ، وأما في بابِ الروايةِ فإنه صالحٌ" (الكامل لابن عدي ٣/ ١٥٨).

قلنا: وكلامه فيه نظر؛ من وجهين:

الأول: أن عبدانَ لم ينفردْ بالكلامِ فيه، فقد تكلَّمَ فيه أيضًا: البخاريُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وتبعه أبو زرعةَ الرازيُّ، وابنُ أبي حَاتمٍ.

الثاني: هبْ أن عبدانَ تَفَرَّدَ بذلكَ، وهو إمامٌ حافظٌ، فَنَسَبَ الراويَّ إلى الفسقِ، فكيف يكونُ فاسقًا في نفسِهِ، صالحًا في روايتِهِ؟ ! كما يظهرُ من كلامِ ابنِ عَدِيٍّ، وعدالةُ الراوي شرطٌ من شروطِ قبولِ حديثِهِ.

وتبعَ ابنَ عديٍّ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ، فقال: ((صدوقٌ يُخطئُ، أفرطَ فيه