هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: عمرُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ، أخو محمد بن إسحاق صاحب السيرة، وأَسنُّ مِنْهُ، وسألَ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ أَبَاهُ عنه؟ فقال: هو أخو محمد بن إسحاق، قال عبد الله:"فعاودتُهُ فسَكَتَ"(العلل ٤٤٢٣). وقال عنه الدارقطنيُّ:"ليس بقويٍّ"(رسالة من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين ابن زريق ٢/ ٩٤/ ٢٥٩)، وهذا القولُ قاله الدارقطنيُّ عقبَ حديثنا، كما نقله الغسانيُّ في (تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني صـ ٦٠)(١).
وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات ٧/ ١٦٧). وقال الذهبيُّ:"مَا علمتُ بِهِ بَأْسًا"(تاريخ الإسلام ٤/ ١٥٨).
وقال الهيثميُّ:"وفيه عمرُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ، قال الدارقطنيُّ: ليس بالقويِّ. وذكره ابنُ حِبانَ في الثقات"(المجمع ١٣٨٦).
قلنا: والذي نَرَاهُ، أنه لا يُحتجُّ به، لقولِ الدارقطنيِّ فيه، وأما توثيقُ ابنِ حِبانَ فغيرُ مُعْتَبرٍ، لما عُرِفَ عنه من توثيقِ المجاهيلِ، وأما قولُ الذهبيِّ أنه لم يَعْلَمْ فيه بأسًا، ففيه نظر، لعلَّه ذهولٌ منه رحمه الله، فقد ذكره هو نفسُهُ في (الميزان ٦٠٥٤) وذكر كلامَ الدارقطنيِّ فيه.
(١) وهو وإن لم يصرح بنسبته للدارقطني، لكن هذا معروف من عادته في كتابه، ويؤكده نقل ابن زريق، لاسيما ولم يخرج الدارقطني لعمر بن إسحاق سوى هذا الحديث، فتعين ما ذكرناه. والله أعلم.