وابنُ سِنانٍ وَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، وضَعَّفَهُ غيرُهُ، وقد أخرجَ الترمذيُّ في الجنائزِ حديثًا في سندِهِ عيسى بنُ سِنانٍ هذا وحَسَّنَهُ" (الجوهر النقي ١/ ٢٨٤)، وأقرَّه القاسميُّ في (المسح على الجوربين صـ ٥١).
قلنا:(عيسى) الجمهورُ على تضعيفِهِ، وهو المعتمدُ، كما بَيَّنَّاهُ آنفًا.
وأما عن قولِ صاحبِ الكمالِ: "سَمِعَ الضَّحاكُ من أبي موسى"؛ فإنه قد أَخَذَ ذلك من البخاريِّ، فقد نَصَّ على سَماعِ الضحاكِ من أبي موسى في (التاريخ الكبير ٤/ ٣٣٣)، واعْتَمَدَ في ذلك على روايةٍ من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ نُعَيمٍ، قال: حدثنا الضَّحاكُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَرْزَبٍ الأشعريُّ، سَمِعَ أبا موسى، قال: " كَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي عَامِرٍ".
ولكن عبد الله بن نعيم هذا، هو الشاميُّ، قال عنه الحافظ: "لينُ الحديثِ" (التقريب ٣٦٦٧)، فلا يُعْتَمَدُ عليه في إثباتِ السماعِ، لا سيَّما وقد نَفَاهُ أبو حاتم، وغيرُهُ منَ الأَئمةِ، واللهُ أَعْلمُ.
وضَعَّفَ إسنادَ الحديثِ أيضًا: الألبانيُّ في (صحيح سنن أبي داود ١٤٨)، إلا أنه صَحَّحَ المتنَ، وذلك لأنَّ حديثَ المغيرةِ عنده صحيحٌ!.