للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه، وهو مُثْبِتٌ، مُقَدَّمٌ على النافي.

الثاني: إذا نظرنا في مولدِهِ ووفاة ثَوبَانَ وجدنا الأمرَ ما قاله البخاريُّ، لا ما قاله أحمدُ، وذلك أنّه ممن شَهِدَ صِفِّينَ، وبها ذهبتْ عَينُهُ، فيما ذكره غيرُ واحدٍ منَ الأَئمةِ، وثَوبَانُ توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: أربع وخمسين. فَسَماعُهُ على هذا ممكنٌ لا شَكَّ فيه، لا سيَّمَا وقد جمعهما بلدٌ واحدٌ" (شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي ٢/ ٢٩٧).

وقال في (الإكمال) -متعقبًا قولَ أحمدَ وغيره-: "وفيه نظرٌ؛ من حيثُ قول أبي داود والبخاريّ: أدركَ صِفِّينَ وذهبتْ عَينُهُ بها. فإذا كان بِصِفِّينَ رجلًا مقاتلًا كيف لا يسمعُ ممن توفي بعد صِفِّينَ بسبعة عشر عامًا، ولهذا إنَّ البخاريَّ لم يَعْتدَّ بها وصَرَّحَ بسماعِهِ منه" (إكمال تهذيب الكمال ٤/ ٣٠٦).

قلنا: بل وثَبَتَ التصريحُ بالسَّماعِ منه؛ فقد أخرجَ البُخَاريُّ في (الأدب المفرد ٥٧٩) قال: حدثنا إسحاقُ، قال: أخبرنا بقيةُ، قال: حدَّثني صفوانُ، قال: سمعتُ رَاشدَ بنَ سَعدٍ يقولُ: سمعتُ ثَوبَانَ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا ثَوْبَانُ، لا تَسْكُنِ الكُفُورَ، فَإِنَّ سَاكِنَ الكُفُورِ كَسَاكِنِ القُبُورِ».

وهذا إسنادٌ جيدٌ، وقد رواه البخاريُّ في (الأدب المفرد ٥٧٩): عن أحمدَ بنِ عاصمٍ الأنطاكيِّ، قال: حدثنا حيوةُ، قال: حدثنا بقيةُ، قال: حدثني صفوانُ، قال: سمعتُ راشدَ بنَ سَعدٍ يقول: سمعتُ ثَوبَانَ يقولُ: ... ، فذكره مثله.

ورواه البيهقيُّ في (شعب الإيمان ٧١١٢)، من طريقِ داودَ بنِ رُشيدٍ، عن بقيةَ ... به، مصرحًا بالتحديثِ أيضًا.