عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّةَ، عن أبي البَخْتَري الطائي، عن عليٍّ، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
وينبغي التنبيهُ على الفرقِ بينَ خارِجةَ بنِ مُصْعَبٍ الذي يروي عن مُغِيث بنِ بُدَيلٍ وخارِجةَ بنِ مُصْعَبٍ الذي يَروي عن الأعمشِ؛ لئلا يتوهَّم القارئ أنهما واحدٌ فيَحدُثَ اللَّبْسُ ... وخارِجةُ بنُ مُصْعَبٍ الثاني هو جدُّ الأولِ.
وهذا إسنادٌ تالفٌ؛ رجالُهُ موثَّقونَ، عدا خارجةَ بنَ مُصْعَب أبا الحَجَّاج الخُراسانيَّ السَّرَخْسي؛ قال فيه الحافظُ:"متروكٌ، وكان يدلِّسُ عن الكذَّابين، ويقالُ: إنَ ابنَ مَعِينٍ كذَّبه"(التقريب ١٦١٢).
ولذا قال الألبانيُّ:"هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا"(الضعيفة ٢٨٦٣).
وقد أخطأَ خارِجةُ هذا في سندِ الحديثِ ومتْنِه؛ فأمَّا في سندِهِ ففي قوله:"عن أبي البَخْتَري"، والصوابُ: عن عبد الله بن سلِمةَ؛ قال ابنُ عَدِي:"كذا قيل: عن عَمرٍو عن أبي البَخْتَري، وإنما هو: عن عَمرو بن مُرَّةَ، عن عبد الله بن سلِمةَ، عن عليٍّ"(الكامل ٣/ ٥٦).
وأمَّا في متْنِه ففي قولِهِ:"اقْرَأ ... " إلخ، فقد جعله من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه، والمعروفُ في متْنِه أنه حكايةٌ عن فعْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما سبقَ عند أصحابِ السننِ وغيرِهِم، وبينهما فارقٌ كبيرٌ.
الطريق الثاني:
رواه ابنُ صَخْرٍ في (فوائده) من طريقِ يحيى بنِ أبي بُكَيْر، عن أبي جعفر الرازيِّ، عن الأعمش، عن عَمرٍو، عن أبي البَخْتَري، عن عليٍّ، به.
هكذا نقله الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى ١/ ٢٠٤)، وقد أسقطَ من سندِهِ الوسائطَ ما بين ابنِ صخْرٍ إلى يحيى بنِ أبي بُكَير، ويبدو أن في هذه