فقد رواه بُرْدٌ، عن مَكْحُولٍ، عن عطيَّةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:((مَنِ اغْتَسَلَ بِلَيْلٍ فِي فَضَاءٍ فَلْيَتَحَاذَرْ عَلَى عَوْرَتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ لَمَمٌ؛ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ)).
علَّقه ابنُ بَطَّالٍ في (شرح صحيح البخاري ١/ ٣٩٣)، ونقله عنه العِراقيُّ في (طرح التثريب ٢/ ٢٢٦)، ومُغْلَطاي في (الإعلام ٣/ ٨٣).
وبُرْدٌ هو ابنُ سِنانٍ الشاميُّ، وعطيَّةُ هذا هو ابنُ بُسْرٍ الشاميُّ، مختلَفٌ في حاله وصُحبتِه (اللسان ٥٢٣٦)، فإن كان تابعيًّا؛ فالحديثُ مرسَلٌ، وإن كان صحابيًّا؛ فمنقطعٌ؛ فإنهم لم يذكروا لمَكْحولٍ سماعًا مِن أحدٍ منَ الصحابةِ إلا من فَضَالةَ بنِ عُبَيدٍ، ومن أنسٍ، ومن واثِلَةَ على خلافٍ فيه، وقد جاءتْ روايةٌ لمَكْحولٍ عن عطيَّةَ هذا بالواسطةِ.
والحديثُ ذكره السّيوطيُّ في (الجامع الصغير ١٦٩١)، ورمز لحُسْنه!.
فتعقَّبه المُنَاويُّ بأن الحكيمَ لم يُسْنِدْه، بل علَّقه!، فقال:"لكنه لم يُسنِدْه كما يوهِمُه صنيعُ المؤلِّف، بل قال: "حدثنا الحسنُ بنُ عُمرَ بنِ شَقِيقٍ البصريُّ، يرفعه إلى أبي هريرة"، هذه عبارته"! (الفيض ٢/ ٢١٤)، و (التيسير ١/ ٢٤٧).
والحديثُ ذكره الألبانيُّ في (الضعيفة ٧٠٨٢)، وقال:"منكَرٌ جدًّا"، ثم ذكرَ كلامَ المُنَاويِّ السابقَ، وعلَّقَ عليه قائلًا:"فهو معضَلٌ؛ بينَ ابنِ شَقِيقٍ وأبي هريرةَ مفاوزُ"، وإنما قال هذا؛ لأنه لم يقفْ على النسخةِ المسنَدةِ منَ (النوادرِ)، والله أعلم.