للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤/ ٢٧٨)، حيثُ قال: " أعلَّه -أي: عبد الحق الإشبيلي- بالوقفِ تارةً، وبالرفعِ أُخرى، ولم يَعرِضْ لكونه من روايةِ حَمَّادِ بنِ سلَمةَ، عن عطاءٍ، وهو إنما سمِعَ منه بعد الاختلاطِ".

وقال في موضعٍ آخَرَ: "ولم يُعلِّله إلا بأنه يُروَى موقوفًا، وأعرَضَ عن اختلاطِ عطاءٍ، وحَمَّادُ بنُ سلَمةَ لا يُدرَى متى سمِع منه" (بيان الوهم ٥/ ٦٦٨).

واعترض مُغْلَطاي فقال: "وفيه نظرٌ في موضعين: الأول: في قوله: إن حَمَّادَ بنَ سلَمةَ سمِعَ منه بعد اختلاطِهِ؛ لِمَا رُوِّيناه عن البَغَويِّ: أن ابنَ مَعِينٍ قال: كلُّ شيءٍ مِن حديثِ عطاءٍ ضعيفٌ، إلا ما كان مِن حديثِ شُعبةَ وسفيانَ وحَمَّادِ بنِ سلمةَ. فهذا ابنُ مَعِين نصَّ على ابنِ سلَمةَ أنه سمِعَ منه قديمًا؛ فهو صحيحٌ" (شرح ابن ماجه ٣/ ١٠).

قلنا: بل نقلَ العُقَيليُّ، عن ابنِ المَدِيني، قال: "قلتُ ليحيى -هو القَطَّان-: وكان أبو عَوَانةَ حَمَلَ عن عطاءِ بنِ السائبِ قبلَ أن يختلِطَ؟ فقال: كان لا يفصلُ هذا من هذا، وكذلك حَمَّادُ بنُ سلَمةَ" (الضعفاء ٣/ ٢٩٠).

فهذا النقلُ قاطعٌ في ردِّ أحاديثِ حَمَّادِ بنِ سلَمةَ عن عطاءٍ، وهناكُ قرينةٌ تؤيِّدُ أن هذا مما سمِعه حَمَّادٌ منه بعدَ الاختلاطِ، ألا وهي: أن حَمَّادَ بنَ زيدٍ -وهو ممن سمِع من عطاءٍ قبل اختلاطِه- رواه عن عطاءٍ به موقوفًا، كما ذكره الدَّارَقُطْنيُّ في (العلل ٣٦٥)؛ فهذا يدلُّ على خطإِ الروايةِ المرفوعةِ، وأن عطاءً إنما حدَّثَ بها في حالِ اختلاطِهِ، والله أعلم.

هذا وقد رُويَ الحديثُ مِن وجهين آخَرين لا يَثبُتان:

أمَّا الوجهُ الأولُ:

فرواه ابنُ المُظَفَّر في (حديث شُعبةَ ٢٤) -ومِن طريقه الضِّياءُ في