مَسَّ الخِتانَ وجَبَ الغُسلُ، أَنْزَلَ أو لم يُنْزِل.
والأُخرى: أنه خبرٌ قد رواه بعضُهم عن شَيْبانَ عن يحيى، فجعله عن عطاءٍ عن عُثمانَ، لم يجعلْ بينهما أَحَدًا.
والثالثة: أنّ يحيى كان عندَهم مدلِّسًا، والمدلِّسُ لا يُقبَل عندهم من خبره إلا ما قال: ثنا، وشِبهه"اهـ. وانظر تعقُّبَ مُغْلَطايِ عليه في (شرحه على ابن ماجه ٣/ ٤٦).
واستنكَرَ الحديثَ ابنُ عبدِ البرِّ، فقال: "هذا حديثٌ منكَرٌ، لا يُعرَفُ مِن مذهبِ عثمانَ ولا مِن مذهبِ عليٍّ ولا مِن مذهب المهاجرين، انفردَ به يحيى بنُ أبي كثيرٍ، ولم يتابَعْ عليه، وهو ثقةٌ إلا أنه جاءَ بما شذَّ فيه، وأُنكِرَ عليه. ونكارتُه أنه محالٌ أن يكون عثمانُ رضي الله عنه سمِعَ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُسقِط الغُسلَ مِن التقاءِ الختانين ثم يُفتي بإيجاب الغُسلِ منه" (الاستذكار ٣/ ٨٠، ٨١).
وقال أيضًا: "هو حديثٌ انفردَ به يحيى بنُ أبي كثيرٍ، وقد جاءَ عن عُثمانَ، وعليٍّ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ، ما يَدفَعُه مِن نقلِ الثقاتِ الأثباتِ ويُعارِضُه، وقد دفعه جماعةٌ، منهم أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ، وغيرُه، وقال عليٌّ، وأُبَيٌّ بخلافه" (التمهيد ٢٣/ ١١٠).
وقال أيضًا: "حديثُ عثمانَ المرفوعُ لا يَصِحُّ؛ لأنه لو صحَّ عن عُثمانَ وعنده ما خالف، وقد كان يُفتي بخلافه" (التمهيد ٢٣/ ١١٧).
وقال ابنُ العربي: "حديث عثمانَ هذا ضعيفٌ؛ لأن مَرْجِعَه إلى الحسينِ بنِ ذَكْوانَ، رواه عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، ثم قال: والحسينُ لم يَسمَعْه مِن يحيى؛ وإنما نقله له يحيى؛ ولذلك أدخله البخاريُّ عنه بصيغة المقطوع،