أخبرني أبو أيوبَ، قال: أخبرني أُبَيُّ بنُ كعبٍ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم" (فتح الباري ١/ ٣٧٤).
وتعقَّب ذلك مُغْلَطايُ، وابنُ حَجَرٍ؛ فقال مُغْلَطاي: "وفيه نظرٌ؛ لأنّ أبا أيوبَ قد قدَّمْنا قولَه: أنه سمِعَ ذلك من النبيِّ صلى الله عليه وسلم على لسانِ أبي سَلَمةَ عن عُروة، وكونُه رواه بواسطةٍ في البخاريِّ أيضًا لا يُؤثِّرُ فيما قلنا؛ لأنه يحتمل أنه سمِعه من أُبَيٍّ، ثم سمِعه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولو لم يكن هذا لَمَا جازَ له أن يقول: سمِعتُه من النبيِّ صلى الله عليه وسلم" (شرح ابن ماجه ٣/ ٤٣).
وتعقَّبه -أيضًا- ابنُ حَجَرٍ، فقال: "الظاهرُ أن أبا أيوبَ سمِعه منهما؛ لاختلافِ السياقِ؛ لأن في روايته عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ قصةً ليستْ في روايتِهِ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مع أن أبا سَلَمةَ -وهو ابنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ- أكبرُ قَدْرًا وسِنًّا وعلمًا من هشامِ بنِ عُروةَ، وروايتُه عن عُروةَ مِن بابِ رواية الأقران ... وقد جاءَ هذا الحديثُ من وجهٍ آخَرَ عن أبي أيوبَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أخرجه الدَّارِميُّ وابنُ ماجهْ" (الفتح ١/ ٣٩٧).
قلنا: يشيرُ إلى ما رواه الباقون -خلا مَن ذَكرْنا- من طريقِ عَمرِو بنِ دِينارٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ السائِبِ -ويقال: السائِبة-، عن عبد الرحمن بن سعاد، عن أبي أيوبَ، به.
وقد قال ابنُ عساكرَ والذَّهَبيُّ -عَقِبَه-: "هذا حديثٌ حسَنٌ غريبٌ"، وفي تحسينه نظرٌ؛ فإن ابنَ السائبِ لم يَروِ عنه غيرُ ابن دينار، ولم يوثِّقه غيرُ ابنِ حِبَّانَ، ذكره في (الثقات)؛ وابنُ سعاد لم يَروِ عنه غيرُ ابن السائب، وقال فيه: "كان مَرْضِيًّا".
وقال ابنُ حَجَر في ترجمة كلٍّ منهما: "مقبول" (التقريب ٣٨٧٠، ٣٨٧٢)؛