قال يحيى بنُ مَعِينٍ:"إذا حدَّثكَ معمرٌ عن العراقيين فخفه؛ إلا عنِ الزهريِّ، وابنِ طاووس؛ فإن حديثَه عنهما مستقيمٌ، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا"(تاريخ ابن أبي خيثمة- السفر الثالث ١١٩٤)، وبنحوه في رقم (٢٧٦٠).
وقال أبو حاتم:" معمرُ بنُ راشدٍ ما حدَّثَ بالبصرةِ ففيه أغاليط"(الجرح والتعديل ٨/ ٢٥٧).
وقال البخاريُّ:"ما أعجب حديث معمر، عن غيرِ الزهريِّ، فإنه لا يكادُ يوجد فيه حديث صحيح"(شعب الإيمان للبيهقي ٦/ ٤٥٨).
ومما يدلُّ على صحةِ ذلك: أن عبدَ الرَّزاقِ خالفَ يزيد بن زريع؛ فرواه في (المصنف) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ يقال: أبو إسحاقَ، عن أبي هريرةَ، به، وزاد فيه:(الوُضُوءَ مِنْ حَمْلِ المَيِّتِ).
وخالفَ معمرًا أصحابُ يحيى، حيث رووه عن يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ من بني ليث، عن أبي إسحاقَ (الدوسي)، عن أبي هريرةَ، به. ورجَّحَ هذا الوجه الدارقطنيُّ، كما تقدَّم بيانُ ذلك في حديثِ أبي هريرةَ.
فدلَّ ذلك على أن أبا إسحاقَ هنا ليس هو السبيعي، بل رجلٌ مجهولٌ لا يُسمَّى كما قال أبو حاتم في (العلل ١٠٩٤).
ولذا أعلَّ هذا الطريق غيرُ واحدٍ منَ الأئمةِ:
قال ابنُ أبي حاتمٍ:"وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه محمدُ بنُ المنهالِ الضريرُ، عن يزيد بن زريع، ... ؟ فقال أبي: هذا حديثٌ غلطٌ، ولم يبينْ غلطه"