للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"عمرٌو ليسَ بقويٍّ، والصواب: موقوفٌ من قولِ ابنِ عباسٍ".

وهذا القولُ فيما يبدو أنه قولُ الدارقطنيِّ، وإن لم نقفْ عليه في النسخِ المطبوعةِ من (السنن)، فإن النسخَ التي اعتمدوا عليها، سقطَ منها أكثر تعليقات الدارقطني على الأحاديثِ، كما تقدَّم الإشارةُ لذلك مرارًا، وقد نقلَ قولَ الدارقطنيِّ هذا ابنُ زريق في كتابه (من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين ٢٧٩) فقال: "عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، وعنه سليمان بن بلال؛ ليس بقويٍّ، قاله الدارقطني". اهـ.

وظاهر كلامهم جميعًا أنهم يُعِلُّونَهُ بعمرٍو مطلقًا، وليس لروايته عن عكرمةَ فحسب، وهذا فيه نظر، فإن الجمهورَ على توثيقه، وقدِ احتجَّ به الشيخان في (صحيحيهما)، واحتجَّ به مالكٌ في (الموطأ).

ولذا قال ابنُ القطانِ -متعقبًا الإشبيليَّ-: "اعلم أن أبا شيبةَ أولى بالحملِ عليه في هذا الحديثِ من عمرِو بنِ أبي عمرٍو، فإنه ضعيفٌ، وعمرُو بنُ أبي عمرٍو مختلفٌ فيه" (بيان الوهم ٣/ ٢١٢).

وقد سبقه إلى إعلالِ الحديثِ بأبي شيبةَ؛ البيهقيُّ، حيث قال عقب الحديث: "هذا ضعيفٌ، والحملُ فيه على أبي شيبةَ كما أظن" (السنن الكبرى ٢/ ٣٩٨).

قلنا: وإعلاله بأبي شيبةَ فيه نظرٌ، وهو: إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة، قال فيه أبو حاتم: "صدوقٌ" (الجرح والتعديل ٢/ ١١٠)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٨/ ٨٧)، ووَثَّقَهُ مسلمةُ بنُ قاسمٍ، والخليليُّ، وانظر (تهذيب التهذيب ١/ ١٣٦ - ١٣٧)، وقال الحافظُ: "صدوقٌ" (التقريب ٢٠٠).