العلةُ الرابعةُ: الكلام في رواية عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة.
قال البخاريُّ:"عمرُو بنُ أبي عمرٍو صدوقٌ، ولكن روى عن عكرمةَ مناكيرَ، ولم يذكرْ في شيءٍ من ذلك أنه سمعَ عن عكرمة"(العلل الكبير للترمذي صـ ٢٣٦)
ونقلَ ابنُ رَجبٍ عن أحمدَ قوله:"عمرو بن أبي عمرو كل شيء يرويه عن عكرمةَ مضطربٌ"(شرح علل الترمذي ٢/ ٥٦١ - ٥٦٢).
وهو هنا يروي عن عكرمةَ، وهذه علةٌ للمرفوعِ والموقوفِ معًا.
أما عمرو في نفسه فمختلفٌ فيه: وَثَّقَهُ أحمدُ، وأبو حاتمٍ، وأبو زُرعةَ، وغيرُهم، وليَّنَهُ ابنُ مَعِينٍ، والنسائيُّ؛ ولذا قال الحافظ:"ثقةٌ ربما وَهِمَ"(التقريب ٥٠٨٣)، وقال الذهبيُّ:"حديثُه حسنٌ"(تهذيب التهذيب ٨/ ٨٣).
وبه أعلَّه غيرُ واحدٍ:
فقال ابنُ الجوزيِّ:"قال يحيى: عمرٌو لا يحتجُّ بحديثِهِ، وقال أحمدُ: ما به بأس"(التحقيق في مسائل الخلاف ١/ ٢٠٣).
وقال عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ:" عمرو بن أبي عمرو لا يحتجُّ به"(الأحكام الوسطى ٢/ ١٥١).
وفي (تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني صـ ١٩٠) للغسانيِّ: