وقال ابنُ عَدِيٍّ:"أحاديثُه كلُّها غيرُ محفوظةٍ"، وقال الحاكم:"يروي عن ابنِ المنكدرِ أحاديثَ موضوعة يرويها عنه الثقات"(لسان الميزان ٥٤٤٧)، وقال ابنُ حِبَّانَ:"يروي عن الثقاتِ الموضوعاتِ، وعن الأثباتِ المقلوباتِ، لا يجوزُ الاحتجاجُ به"(المجروحين ٢/ ٨٢).
فكيفَ ينفردُ مثله عن مثلِ الزهريِّ في إمامتِهِ وكثرةِ أصحابه؟ !
ولذا قال البيهقيُّ:"وهذا منكرٌ لا أصلَ له بهذا الإسنادِ، وعليُّ بنُ أبي عليِّ اللهبيِّ ضعيفٌ، جَرَحَهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ مَعِينٍ، وَجَرَحَهُ البخاريُّ، وأبو عبد الرحمن النسائيُّ"(السنن الكبرى ٢/ ٣٩٥).
قلنا: فأَتَى بإسنادٍ لا أصلَ له، على متنٍ مُنكرٍ؛ حيثُ ذَكَرَ فيه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ عَليًّا رضي الله عنه بتغسيل أبي طالب، والثابت أنه أمره بدفنه، كما تقدَّم في أول الباب من حديث علي.