لأجلِ يزيد بن أبان الرقاشيِّ؛ فإن ابنَ عَدِيٍّ قال: أرجو أنه لا بأس به؛ لرواية الثقات عنه)).
قلنا: هذا تساهلٌ من ابنِ عَدِيٍّ غيرُ مَقْبُولٍ؛ فإن أئمةَ الحديثِ اتفقوا على تضعيفِ يزيدَ الرقاشيِّ.
وقال الهيثميُّ: ((رواه البزارُ، وفيه: يزيدُ الرقاشيُّ، وفيه كلامٌ)) (مجمع الزوائد ٣٠٦٧).
الطريقُ الثاني: عن ثابتٍ البُنَانيِّ، عن أَنسٍ:
رواه الطبرانيُّ -ومن طريقه الضياءُ في (المختارة) - قال: حدثنا عبدان بن محمد المروزيُّ، قال: حدثنا عثمان بن يحيى القرقسانيُّ (١)، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيِّ، عن أنسٍ، به.
قال الطبرانيُّ: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا مؤمل، تفرَّد به عثمان بن يحيى)).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:
الأولى: مؤمل بن إسماعيل: ((صدوقٌ سيئُ الحفظِ))، كما في (التقريب ٧٠٢٩).
وقال محمد بن نصر المروزيُّ: ((المؤملُ إذا انفردَ بحديثٍ وَجَبَ أن يُتَوقَّفَ ويُتَثَبَّتَ فيه؛ لأَنه كان سيئَ الحفظِ كثيرَ الغلطِ)) (تهذيب التهذيب ١٠/ ٣٨١).
قلنا: وقدِ انفردَ مؤملٌ بهذا الحديثِ عن حماد بن سلمة، وهو من هو في كثرة أصحابه.
الثانية: عثمان القرقسانيُّ ذكره ابن حبان في (الثقات ٨/ ٤٥٥)، وقال ابنُ القطان: ((لا تُعرف حالُه)) (بيان الوهم ٣/ ١٧٣).
وذكر الحديثَ ابنُ عبد الهادي في (تنقيح التحقيق ١/ ٣٦٥)، ثم قال: ((مؤمل بن إسماعيل: صدوقٌ، وقد تَكَلَّمَ فيه البخاريُّ)).
وبمثله قال ابن الملقن في (البدر المنير ٤/ ٦٥٢).
الطريقُ الثالثُ: عنِ الحسنِ، عن أنسٍ:
(١) تصحف اسمه في (الأحاديث المختارة ٥/ ٥٠)، إلى: [الفرساني].