أخرجه الطحاويُّ، والطبرانيُّ، وابنُ عَدِيٍّ: من طريق الضحاكِ بنِ حُمرةَ الأُملوكيِّ، عن الحجاج بن أرطاة (١)، عن إبراهيم بن المهاجر، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أنس بن مالك، به.
قال الطبرانيُّ: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر إلا الضحاك)).
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاث علل:
الأُولى: الضحاك بن حُمرةَ، وهو: ((ضعيف)) كما في (التقريب ٢٩٦٦).
الثانية: حجاج بن أرطاة، مُتَكَلَّمٌ فيه، وهو إلى الضعفِ أقربُ، ثم هو أيضًا: مدلِّسٌ، ولم يصرِّحْ بالسماع.
ولخَّصَ حالَه ابنُ حَجرٍ فقال: ((صدوقٌ كثيرُ الخطأ والتدليسِ)) (التقريب ١١١٩).
الثالثة: إبراهيم بن مهاجر؛ وهو: ((صدوقٌ لينُ الحفظِ))، كما في (التقريب ٢٥٤).
وضعَّفَ ابنُ حَزمٍ هذا الطريقَ فقالَ: ((الضحاكُ بن حُمرةَ وهو هالكٌ، عن الحجاج بن أرطاة وهو ساقط، عن إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف)) (المحلى ٢/ ١٣).
وضعَّف إسنادَهُ الزيلعيُّ في (نصب الراية ١/ ٩١ - ٩٢).
وتساهلَ العينيُّ فقال: ((إسنادُهُ لا بأس به))، وتَعَقَّبَ ابنَ حزمٍ فقال: ((قد تعَسَّفَ ذلك لأجلِ مذهبه)) (نخب الأفكار ٢/ ٤٧٩).
الرابعة: المخالفةُ، فالمحفوظُ عنِ الحسنِ، عن سمرةَ، كذا رواه قتادةُ عنه، كما تقدَّم.
ولذا قال العقيليُّ: ((ورواه: شعبةُ، وهمامٌ، وأبو عوانةَ، عن قتادةَ، عنِ الحسنِ، عن سَمُرةَ، وهو الصوابُ)) (الضعفاء ٢/ ٢٠١).
ورواه أبو نُعَيمٍ من طريق الرَّبيعِ بنِ صَبِيحٍ، عنِ الحسنِ، عن أَنسٍ رضي الله عنه.
والرَّبيعُ بنُ صَبِيحٍ: سيئُ الحفظِ.
وسقطَ مِن هذا الإسنادِ (يزيدُ الرَّقاشيُّ) بين الربيع والحسن كما في روايةِ ابنِ الجعد، ومن طريقه ابن عَدِيٍّ.
قال ابنُ حَجَرٍ: ((رواه سعيدٌ وغيرُهُ من الحفاظِ، عن قتادةَ، عنِ الحسنِ، عن سَمُرةَ وهو الصوابُ)) (الدراية ١/ ٥١).
(١) سقط [الحجاج بن أرطاة] من: (المعجم الأوسط).