قال البزارُ: ((وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى بهذا اللفظِ إلَّا عنِ ابنِ عباسٍ، وقد رُوِيَ نحوٌ منه عن غيرِ ابنِ عباسٍ، ولا نَعْلَمُ حدَّثَ به عن خُصَيْفٍ إلَّا مروان بن شُجاعٍ، وهو شيخٌ ليس به بأس)) (المسند ٤٩٣١).
قال الطبرانيُّ: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن خُصَيْفٍ إلَّا مروان بن شُجاعٍ)) (المعجم الأوسط ٦٤٩٨).
وقال الطبرانيُّ: ((لم يَرْوِهِ عن خُصَيْفٍ إلَّا مروان بن شُجاعٍ وهو لا بأس به، روى عنه أحمد بن حنبل)) (المعجم الصغير ٣٦٧).
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ لينٌ؛ فيه: خُصَيْفُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ الجَزَرِيُّ، قال عنه ابن حجر: "صدوقٌ سيئُ الحفظِ، خلط بأَخَرَةٍ" (التقريب ١٧١٨).
وبه ضَعَّفَهُ غيرُ واحدٍ من أهل العلم:
فقال المنذريُّ: ((في إسناده خصيف ... ، وقد ضعَّفه غيرُ واحدٍ)) (مختصر سنن أبي داود ٢/ ٢٨٦).
وبنحوه قال الزيلعيُّ في (نصب الراية ٣/ ١٢٣).
وقال الشوكانيُّ: ((في إسناده خصيف بن عبد الرحمن الحراني وقد ضعَّفه جماعةٌ من قِبَلِ حفظه مع كونه صدوقًا)) (السيل الجرار صـ ٣٠٨)، وانظر (نيل الأوطار ٤/ ٣٥٩).
وقال الحسن الرِّباعيُّ الصنعانيُّ: ((رواه أبو داود، والترمذيُّ بإسنادٍ فيه مقال)) (فتح الغفار ٢/ ٩٦١).
وقال الألبانيُّ: ((هذا إسنادٌ فيه ضعفٌ، رجالُه ثقاتٌ، غير أن خُصيفًا وهو ابنُ عبد الرحمن
الجزريُّ سيئ الحفظ)) (السلسلة الصحيحة ٤/ ٤٣٢).
قلنا: إلَّا أن لمعناه شواهد صحيحة؛ فقد سبقَ من حديث جابر، وعائشة -عند مسلم- في قصة أسماء بنت عميس حينما نفست: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالاغتسال والإحرام.
وفي (الصحيحين) من حديث عائشة حينما حاضت وهي محرمة؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: ((لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى