ولم يقل:((قالت))، فالظاهر أن عائشةَ لم تقل ذلك، إنما قاله عبيد الله أو غيره كما تقدَّمَ ذلك من قول عروة، زاده في حديثه عن عائشة)) (فتح الباري ٦/ ١٤٧).
وقد قال في موضع آخر:((قد اختُلف عليه في لفظه، فرواه شعبة، عنه، كما تقدَّم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في الصَّفِ خَلْفَ أَبي بَكْرٍ.
ورواه زائدة، واختُلِفَ عنه: فقال الأكثرون، عنه: إنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي وَهُو قائِمٌ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُو قَاعِدٌ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ.
ورواه عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ، عن زَائدةَ، وقال في حديثه: فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ قاعدًا، وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي.
وقد رجَّحَ الإمامُ أحمدُ روايةَ الأَكثرين عن زائدةَ على روايةِ ابنِ مهديٍّ)) (فتح الباري ٦/ ٧٦).
بينما وَضَّحَ ابنُ حجر رحمه الله كلامَ أبي حاتمٍ هذا بقوله:((عَنَى أبو حاتم أنه اضطربَ فيه))
ثم أجابَ عنه قائلًا:((وهذا من تعنته، وإلَّا فهو حديثٌ صحيحٌ)) (تهذيب التهذيب ١٠/ ٣٥٣).