ونقلَ عنه ابنُ الملقنِ في (خلاصة البدر المنير ٢٦٠٩)، أنه قال: "منقطعٌ".
وكلا النصين عن أبي داود لم نجدْهما في النسخ المطبوعة من (السنن).
وقال البزارُ: "أحسبه عن أبي المليح عن مسروقٍ عنها" (أحكام النظر لابن القطان صـ ١٠٠)، و (البدر المنير ٩/ ٢٠٤). ولم نقفْ عليه -كذلك- في الأجزاء المطبوعة من (مسند البزار).
وقال عبدُ الحقِّ الإشبيليُّ: "وأبو المليح لم يسمعْه من عائشةَ" (الأحكام الكبرى ١/ ٤٠٦).
فهذا الطريقُ معلٌّ بالانقطاعِ.
* وقد رواه أحمدُ (٢٥٤٠٧) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح، قال حجاج: عن رجلٍ، قال: دَخَلَ نسوةٌ من أهلِ الشامِ على عائشةَ ... الحديث.
فقد يُفهم منه أن الحجاجَ قال فيه:(عن أبي المليح عن رجلٍ)، كما جزمَ به الحافظُ في (إتحاف المهرة ٢٢٩٩٦). فتكون ثَم واسطة مبهمة بين أبي المليح وعائشة. وهذا يؤكدُ القولَ بالانقطاعِ.
ويحتمل أن يكون المرادُ أن الحجاجَ أبهم أبا المليح، فقال (عن رجل) بدل (عن أبي المليح)، فالله أعلم.
* ومع ما ذكرناه من علةِ الانقطاعِ، فقد ذهبَ بعضُ أهل العلم إلى تحسين الحديث أو تصحيحه.
قال الترمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ". وبمثله قال البغويُّ في (شرح السنة