وأما ابنُ الجوزيِّ فأعلَّه بمطرح وعلي والقاسم؛ فقال:"هذا حديثٌ لا يصحُّ ومطرح وعلي والقاسم ليس بشيء"(العلل المتناهية ١/ ٣٤٤).
وتعقبه الألبانيُّ فقال:"كذا قال، والقاسم وهو أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة، والمتقرر فيه أنه وسط حسن الحديث، فلو أنه ذكر مكانه عبيد الله بن زحر لأصاب"(الضعيفة ١٣/ ٤٧٠). وهو كما قال.
الوجه الثاني:
أخرجه البيهقيُّ في (الشعب ٧٣٨٦) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، أن عمر بن الخطاب، قال: ... فذكره.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:
الأولى: الانقطاع، فعبيدُ اللهِ بنُ أبي جعفرٍ لم يدركْ عمرَ.
ولذا قال البيهقيُّ:"منقطعٌ".
وعَلَّقَ الألبانيُّ على قولِ البيهقيِّ قائلًا:"يعني: بين عمر وعبيد الله بن أبي جعفر؛ فإن هذا وُلد بعد وفاة عمر بسنين -مات عمر سنة (٢٣)، ومات عبيد الله سنة (١٣٢) وقيل بعد ذلك"(الضعيفة ١٣/ ٤٦٩).
الثانية: ابن لهيعة، وهو ضعيفٌ، كم قرَّرناه في غير ما موضعٍ.
وقدِ اضطربَ فيه؛ فرواه هنا: عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عمر عن عائشة.