أبي سليمٍ، وهو ضعيفٌ عندهم" (الأحكام الوسطى ١/ ٢٤٥).
وقال ابنُ القطانِ: "ضعيفٌ؛ لأنه من روايةِ ليثِ بنِ أبي سُليمٍ، وهو إن كان غير متَّهم في صدقه، فسيئُ الحفظِ مضطربُ الرواياتِ، وقد حَدَّث عنه الناسُ" (أحكام النظر لابن القطان صـ ١٠١).
وقال العراقيُّ: "إسنادُ الترمذيِّ ضعيفٌ؛ لضعفِ روايةِ ليثِ بنِ أبي سُليمٍ" (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ٣٣٤).
الطريق الثاني: عن أبي الزبير عن جابر:
وقد رُوي عن أبي الزبيرِ من عدةِ أوجهٍ:
أشهرها: ما رواه النسائيُّ عن إسحاقَ بنِ راهويه، قال: حدثنا معاذُ بنُ هشامٍ، قال: حدثني أبي، عن عطاءٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ به مختصرًا.
ورواه الحاكمُ، والطبرانيُّ في (الأوسط ٨٢١٤)، والبيهقيُّ في (الشعب)، وغيرهم، من طريقِ ابنِ راهويه به مطولًا.
قال الطبرانيُّ -عقب الحديث-: "يقال: إن عطاءً الذي روى عنه هشام الدستوائي هذا الحديث هو عطاء بن السائب، ولم يرو هذا الحديث عنه إلا هشام، ولا عن هشام إلا ابنه، تَفَرَّد به إسحاق" (المعجم الأوسط ١٦٩٤)، وبنحوه في (٨٢١٤).
قلنا: إلا أن عطاء بن السائب غير معروف بالروايةِ عن أبي الزبيرِ؛ ولذا ردَّه الألبانيُّ فقال: "الأقربُ أنه عطاء بن أبي رباح، فقد ذكروا في شيوخه أبا الزبير بخلاف ابن السائب، وكلام الحاكم يُشعر بهذا، فإنه قال -عقب الحديث-: ((صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ)). ووافقه الذهبيُّ. فإن ابنَ السائبِ ليس من رجالِ مسلمٍ، بخلافِ ابنِ أبي رباحٍ، فإنه من رجالِه ورجالِ