◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ)).
[الحكم]: صحيح (م).
[الفوائد]:
١ - قال البغويُّ:"قوله: ((أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ)) قيل: يعني: القرآنَ، جَمَعَ اللهُ سبحانه وتعالى بلطفه معاني كثيرة في ألفاظٍ يسيرةٍ. وقيل: معناه: إيجاز الكلام في إشباع من المعنى، فالكلمةُ القليلةُ الحروفِ منها يتضمن كثيرًا من المعاني، وأنواعًا منَ الأحكامِ"(شرح السنة ١٣/ ١٩٨).
٢ - جاء هنا في حديث أبي هريرة:((فُضِّلْتُ عَلَى الأَنبِياءِ بِسِتٍّ))، وسبق في حديث جابر:((أُعْطِيتُ خَمْسًا))، وسيأتي في حديث حذيفة عند مسلم:((فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ))، وفي حديث أنس -وسندُهُ صحيحٌ-: ((أُعْطِيتُ أَرْبَعًا)).
قال العراقيُّ:"فجعلها في حديث (ستًّا) وفي آخر (خمسًا) وفي آخر (ثلاثًا) وأطلق في آخر وسمَّى فيه ما ليس مُسمّى فيما ذكر أعداده.
وأجابَ عن ذلك القرطبيُّ بأنَّ ذِكرَ الأعدادِ لا يدلُّ على الحصرِ. قال: ويجوزُ أن يكونَ أُعْلِمَ في وقتٍ بالثلاثِ، وفي وقتٍ بالخمسِ، وفي وقتٍ بالستِّ، والله أعلم" (طرح التثريب ٢/ ١١١).
وقال ابنُ حجرٍ:"ففي رواية ((أُوتِيتُ خَمْسًا)) وقد رُوِي (سِتًّا) وروى فيه (ثَلاثًا) و (أَرْبعًا) وهي تنتهي إلى أكثر من سبعٍ"(فتح الباري ١/ ٤٣٦).